الايروتوفوبيا

او الخوف من احمرار الوجه

 


لبست حياتي ثوب حداد منذ داهمها الاحمرار....فأصبحت أتهرب من الناس ليس خوفا منهم بل خوفا من الاحمرار أمامهم.....وحرّمت على نفسي كل الأماكن الاجتماعية باستثناء المساجد لأنه لا كلام فيها .....يصلي الناس فيها في صمت ثم ينصرفون، ولو كانت

المساجد تفرض علينا الكلام والسؤال والجواب أمام المصلين...لما كنت دخلت المسجد قط. - أما الثانوية فقد كان إجباري علي أن أذهب رغم كرهي، ليس لها والله بل لهذا الاحمرار أمام زملائي وسخريتهم مني

ذا ما طلب مني الأستاذ أن أقرأ نصا أمام التلاميذ يلتهب وجهي وتأتيني النوبات ويحمرّ وجهي بشدة ويعرق جسمي ويذهب مني والله كل شيء...ولا أفكر إلا في شيء واحد هو أن تنشقّ الأرض وتبتلعني، حتى لا يراني زملائي محمرّا هكذا. -إذا تكلم صديقي الذي يجلس

معي، فإن وجهي يحمرّ بشدة رغم أني لست أنا من يتكلم، ولكن إذا استدار التلاميذ نحو زميلي الذي يتكلم، فإن وجهي يلتهب لأنه يخاف من نظرات الآخرين إليه....وقد أدى بي هذا إلى أن أمنع صديقي الذي يجلس معي من الكلام والمشاركة في الحصص أو طرح

أسئلة على الأستاذ.....لأن هذا يسبب لي احمرار شديد ...وفي الجامعة بت أتحاشى الجلوس في المقاعد الأمامية أو مع الطلبة كثيري الأسئلة.. -إذا كنا مجتمعين في البيت وآتانا الزوار ...سواء رجال أو نساء فإني أحمرّ أمامهم سواء....أحيانا حتى أمام أبي و أمي

وإخوتي لا أستطيع ظبط وجهي من الاحمرار. -إذا لقيت صديقا قديما في الطريق فجأة في الطريق آتى ليسلم علي فإني أحمر كثيرا في مثل هذه المواقف. - وغيرها في أي موقف اجتماعي يتطلب التفاعل مع المجتمع.......


جزء و مقتطف صغير من قصة نجاح أحد المرضى و تغلبه على المرض , و التي تلخص معاناة العديد ممن ابتلوا بهدا الداء , كما انها تشبه الى حد كبيير قصة و معاناة العديد من المرضى...

 

 


ما هو احمرار الوجه ؟ أسبابه , أعراضه و تأتيراته..تعريف بسيط عن هدا المرض اللابسيط في ما يلي من السطور

يكون احمرار الوجه ويشمل في بعض الاحيان العنق و الادن , في المواقف التي يكون فيها الشخص منزعجا او غير مرتاح
يظهر احمرار الوجه لأسباب بسيطة ,تافهة و منعدمة احيانا و دلك بغض النظر عن شدة احراج الموقف
الاحساس باحمرار الوجه و محاولة السيطرة عليه لا يزيد الوجه الا احمرارا فكلما حاولت المقاومة كلما زاد الاحمرار
في غالب الاحيان يكون الاحمرار راجعا الى الخوف من نظرات الاخرين او عدم الاحساس بالأمان

عدد اللأشخاص المصابين
تشير الاحصائات في فرنسا الى أن 10% من الساكنة مصابة بالمرض , أما في بلداننا العربية لا توجد حاليا اية معلومات

كيف يظهر المرض
يظل سبب ظهور المرض مجهولا لكن في أغلب الأحيان يكون أحد أفراد العائلة مصابا أيضا.مما يجرنا للحديث عن السبب الوراثي الدي قد يكون سببا في ظهور المرض - وليس تطوره-
و في بعض الحالات الاصابة بمرض نفسي خلال الطفولة قد يؤدي الى ظهور المرض
في اغلب الحالات ليس هناك عامل مباشر يؤدي الى ظهور المرض لكن لا يجب اغفال التنشئة الاجتماعية للفرد و خاصة مرحلة الطفولة او المراهقة

المواقف التي تظهر فيها الازمة
عديدة و غير متشابهة : يكون دلك عادة في المواقف المفاجئة والغير منتظرة , الاجابة عن الأسئلة في المدرسة او مجرد قراءة نص امام الطلاب كي لا نقول القاء المحاضرات, التحدث امام الاخرين, التحدث مع الجنس الاخر, ...
ليس هناك سبب رئيسي , يظهر الاحمرار تلقائيا و دون اندار مسبق الاحساس بالخوف من شئ ما مثلا , او التفكير في موقف مزعج ....مجرد الضحك عند البعض قد يؤدي الى ظهور الاحمرار على وجوههم

تطور المرض
يلاحظ تحسن طفيف في حدة المرض بعد سن المراهقة حيث يتم قبول او تقبل المرض شيئا , عموما,عدم مداواة المرض و الاكتفاء بقبوله لا يؤدي الى التخلص منه

الاعراض المصاحبة
تختلف الاعراض من شخص لأخر, غالبا ما يصاحب هدا الاحمرار عرق في الوجه وبعض مناطق الجسم , في حالة تواجد المشكلين معا اي الاحمرار و العرق ففي معظم الحالات يشتكي المريض اكثر من الاحمرار الدي يظل غير مفهوم و مجهول الاسباب
دون ان ننسى بطبيعة الحال تسارع دقات القلب و ارتفاع المعدل الطبيعي لها بشكل مفرط و غير طبيعي
كما لا يجب اغفال ارتعاش الجسم و جميع اطرافه اليدين الرجلين و حتى الفم اثناء الحديث و دلك بشكل يصعب التحكم فيه
و في بعض الحالات ايضا يظهر مرض او ظاهرة رينودز وهو حالة تتميز بنوبات من تغير فى لون أطراف أصابع اليدين والقدمين ( شحوب ثم زرقة ثم إحمرار) نتيجة للتعرض إلى البرودة الشديدة , فيؤدى ذلك إلى إنقباض شديد فى الشرايين الطرفية المغذية لهم ويكون مصحوباً بألم او برودة و تنميل في اليدين والقدمين
مجموع هده الاعراض تشير الى وجود خلل في عمل العصب السمبثاوي

عواقب و تأتيرات المرض على الفرد

يوجد بعض الاشخاص الدين استطاعوا مواجهة المرض دون ان يؤثر على حياتهم العملية و الشخصية هدا لا يعني انهم تخلصوا كليا من المرض لكن يمكن القول بانهم تمكنوا من الاستمرار في العيش رغم تواجده و حظوره في حياتهم و هدا يتطلب جهدا شاقا و عملا طويلا قد يتسمر لسنين عديدة
الحظور الدائم للاحمرار عند المراهقين قد يؤدي بهم الى حالات اكتئاب حادة او التعاطي للمخدرات و الكحول كطريقة للتصدي للداء و قد يصل بهم الامر لا قدر الله الى الانتحار
كما ان اغلب المرضى يجدون صعوبة في التحدث في الموضوع ويخفون بدلك المرض عن آبائهم و أأقاربهم و اصدقائهم,لأنهم لم يجدوا بعد تفسيرا لما يحدث لهم في بدايات المرض او خشية ان يلاقوا سوء الفهم و عدم تفهم مشكلهم و الا يجدوا من يحس بما يعانون

, ويفضلون بدلك الصمت و الهرب و الانعزال و الانطواء عوض البوح بمرضهم او تفسير سبب تفضيلهم الانعزال و الوحدة , مما يؤدي الى عدم فهم تصرفاتهم كعدم قبول المريض لدعوة احد اصدقائه لحضور احدى الحفلات اوعدم قبول العائلة انطواء الشخص و قلة كلامه في التجمعات العائلية ان استطاع الحظور....

حياة المريض الدراسية , المهنية و الاسرية

يتحول خوف المريض من ان يسال امام الطلاب الى رهاب يؤدي الى الغياب الدراسي ثم الفشل الدراسي او الجامعي و ترك الدراسة كليا في مرحلة متقدمة بعد توالي المواقف و فقدان الامل في الشفاء
و يحدث غالبا دلك في المرحلة الجامعية عندما تكثر الاختبارات و الامتحانات الشفوية التي تشكل عائقا امام الاستمرار الدراسي
نظرا اكثرة الملاحظات في العمل يضطر المريض الى تقديم استقالته ووضع حد لمعاناته اليومية بترك العمل كما ان هناك من بين المرضى من يرفض الترقية للسبب نفسه و قد يصل بهم الامر الى رفض بعض المناصب رغم تمكنهم و كفائتهم, غالبا ما يبحث المريض عن عمل يكون فيه الحظور و التكلم امام الاخرين نادرا
يتولد لدى الشخص المريض و المتقدم في السن احساس بضياع جزء كبير من حياته في مقاومة المرض و محاولة التخلص منه و اهدار الكثير و العديد من الفرص التي لولا المرض لما كان ليدعها تمر..
في معظم الاحيان يؤثر الاحمرار على الحياة الدراسية و المهنية و الشخصية للفرد بشكل مهم حيث ان دلك يحول بينه و بين اندماجه السلس في المجتمع بحيث يقوم بتجنب جميع المواقف التي من المحتمل ان يظهر فيها احمراره وقد يتطور دلك مع مرور الوقت الى رفض الخروج من البيت مخافة الالتقاء باشخاص آخرين

يقول المرضى عامة ان الاحمرار يجبرهم على ان يصبحوا خجولين لأن افراد المجتمع لا يملون من السخرية منهم ومن وجوههم المتوردة كما يظن افراد المجتمع انهم قادرون على قراءة فكار و احاسيس الشخص المحمر وجهه في حين ان الاحمرار يظهر في بعض المواقف لاسباب تاافهة
من المؤلم ان المجتمعات لا تراعى هؤلاء المرضى بل تتفن فى تعذيبهم وكأنهم لعبة يريدوا ان يروا لونها الاحمر ليتسلوا كلمارغبوا فى ذلك وهذا ينتج عنه مشاكل نفسية عميقة ويجعلهم يهابوا المواقف الاجتماعية التى ينتج عنها الاحمرار لهؤلاء المرضى

يمكن لهدا الداء ان يدمر حياة الشخص و يجعل منها جحيما اسودا لا يطاق , و يدفعه بدالك الى و ضع حد لمأساته و الانتحار ..لدا وجب التعامل معه على محمل الجد

 

 

 

 

 

 

 



 

الاقسام