ماهو العصب السمبساوى واين يقع فى الجسم؟
العصب السمبثاوى هو جزء من الجهاز العصبي اللا ارادي(اى يعمل دون تدخل ارادى منا) ويتكون من عقد عصبية عديدة فى جانب العمود الفقرى وكل عقدة لها وظيفة ومنطقة عمل خاصة بها وتعمل منفصلة ومتصلة ويمكن ابطال عمل عقدة واحدة دون الاضرار ببقية النظام العصبى
وما يهمنا هنا هو العقدة الثانية والثالثة والرابعة (T2, T3, T4)
وتقع فى الجزء الاعلى من تجويف الصدر بالقرب من الرقبة.
T2
العقدة الثانية هى المغذية للرقبة والوجه ولحسن الحظ ان ايقاف عملها لها تأثير محدد هو ايقاف احمرار الوجه والعرق فقط دون التأثير على وظائف اخرى
هذه العقدة العصبية متخصصة فى توسيع الاوعية الدموية للجلد مما يسبب احمرار الوجه - كما انها تغذى الغدد العرقية المسئولة عن افراز العرق وايقاف عمل هده العقد يوقف احمرار الوجه وافراز العرق نهائيا من المنطقة المختصة والعقد الثانية تغذى الوجه والعقدة الثالثة والرابعة تغذيان اليد والابط فى نفس الناحية والوجه ممثل بالناحيتين اى انه يتلقى من العقدة اليمنى واليسرى ولايقاف العرق او الاحمرار عنه يجب ايقاف عمل العقدة على الناحيتين ويجب اجراؤهما فى نفس الوقت
T3 T4
العقدة الثالثة والرابعة هى التى تغذى افرازات العرق فى اليديين وتحت الإبط
ولا يمكن تدبيس العقد العصبية المسئولة عن القدمين لايقاف العرق بالقدمين لاشتراكهما مع اعضاء هامة فى كثير من الوظائف عكس الوضع فى اليدين والوجه التى يمكن تدبيسهما بدون الاضرار بأى اعضاء اخرى
___________________________
تاريخ العملية
من المعروف منذ فترة طويلة جدا (أكثر من 50 عاما) ان استئصال العصب السمبثاوى هو العلاج الأمثل النهائى لزيادة إفراز العرق الشديدة المتمركزة فى اليديين و تحت الابط. وحديثا تبين انه يقضى على حمرة الخجل غير الطبيعية فى نسبة عالية من المرضى .
ولكن اسلوب العملية اختلف جدا عن الماضى.
ففى الماضى كانت تتم من خلال جراحة فى الجزء السفلى من الرقبة مما ينتج عنه ندبة جراحية فى مكان ظاهر ويتراوح طولها مابين 5 الى 7 سم وهى عملية طويلة وتتطلب قطع عضلات الرقبة وتحريك الشرايين الرئيسية للوصول إلى الجزء العلوى من تجويف الصدر حيث يوجد العصب السمبساوى لقطعه فى هذا المكان ثم يتم تصليح العضلات وقفل الجرح تجميل ومدة العملية لاتقل عن ساعة او اكثر للناحية الواحدة.).
فى سنة 1978 وصف لاول مرة كيفية استئصال العصب السمبساوى عن طريق منظار الصدر و منذ ذلك الحين و مع تطور التقنية الحديثة فى المناظير اصبحت هذه الطريقة هى المثلى لعلاج هذه المشكلة الشائعة .
وحديثا تم الإستغناء عن قطع العصب وإستبداله بالتدبيس بالمنظار الجراحى من فتحات صغيرة باستخدام دبابيس التيتانيم وهى مستعمله فى الجراحة منذ عشرات السنين ولا تحدث اى تفاعل من الجسم مما جعل نتائج العملية أفضل بالإضافة الى الإمكانية النظرية لإرجاع وظيفة العصب بازالة الدبوس جراحياً ولكن ذلك فرضا اكاديميا حيث لم يطلب احد إرجاع العصب للوظيفة من قبل فى مرضانا.
وحديثا ايضا تم استخدام هذه العملية فى علاج الخوف المرضى من المناسبات الإجتماعية وحمرة الخجل المفرطة المؤثرة على الوظيفة
___________________________
من يحتاج هذه الجراحة؟
حالات حمرة الخجل الشديدة التى تسبب خوفا عصابيا من المناسبات الإجتماعية ومواجهة الناس ويتعارض مع الوظائف التى تتطلب مواجهة الناس مثل التدريس وخلافه. كثير من المرضى قالوا انهم يصابون يهذه النوبات (قبل العملية) أحيانا وهم بمفردهم بمجرد التفكير فى شئ قد يكون محرجا-كما انهم لا يحتاجوا ان ينظروا فى المرأة ليعرفوا ان وجوهم حمراء فهم يشعرون بها مع احساس بالسخونة او الالم احيانا
مما يصاحب ذلك خوف اجتماعى وقلق من المواجهة مع الناس وسرعة شديدة فى ضربات القلب. وكل ذلك يختفى بمجرد الافاقة من العملية ولايحتاج اى وقت لتظهر .النتيجة-حيث ان التدبيس يمنع الاشارات العصبية المسببة لذلك
إستخدام منظار تجويف الصدر وتدبيس العصب السمبساوى لعلاج هذه المشكلة الشائعة لم يظهر إلا منذ بضع سنوات وهو ينطوى على اعراض جانبية اكثر قليلا من علاج العرق حيث ينتج عنه نسبة اكبر من زيادة افراز العرق التعويضية خصوصا من منطقة الجذع.(لم تحدث اى حالة شديدة فى مرضانا والحمد لله
كما ينتج عنه فى 1-2% (باستخدام الكى الكهربائى) متلازمة هورنر وهى ارتخاء 1-2 مللم فى الجفون عن وضع الجفون قبل العملية ولا يوجد اى إخلال بحدة البصر (وهو نادر مع تكنولوجيا التدبيس ويكون وقتى )- إلا ان اقبال المرضى على هذه الجراحة تخلصهم من حمرة الخجل الشديدة وما يصاحبها من رهاب وخوف من .المناسبات الإجتماعية ورضائهم عنها, فرض العملية على حيز الواقع
___________________________
تدبيس العصب السمبساوى فوق العقدة الثانية يقطع الحلقة المفرغة بمنع احمرار الوجه وتعرق الوجه وزيادة ضربات القلب الشديدة وهو ما يؤدى الى بقية الاعراض
وإستئصال العصب السمبساوى ( عن طريق تدبيسه) يزيل حمرة الخجل تماما والأعراض الاخرى بنسبة نجاحاكثرمن 85 % (هذه هى النسبة العالمية ونتائجنا افضل كثيرا من 95% والحمد لله)
المرضى الذين عملت لهم العملية فى مراكزنا سعداء جدا بالنتيجة ويعتقدون ان حياتهم تغيرت بالكامل واصبحوا اكثر ايجابية ونجاحا وكانوا يتمنوا لو يعرفوا عن هذه الجراحة منذ زمن أطول.
واحمرار الخجل المفرط يمثل 70 % من اسباب إجراء جراحة العصب السمبساوى فى العالم الغربى ولكنها نادرة فى العالم العربى لقلة معرفة الاطباء النفسيبن والامراض الجلدية بالعملية.
و العملية غير ناجحة فى حالات الحمرة المستمرة( وهى مرض جلدى ينتج عنه وجود حمرة بجلد الوجه ليس له علاقة بالمواقف ولا يختفى ابدا اى انه مستمر وليس فى نوبات وليس له علاج جراحى)
.وهى ناجحة فقط فى حالات الحمرة الناتجة عن المواقف النفسية-الإحراج - الخجل-مواجهة الناس-او حتى التفكير فى هذه المواقف
___________________________
تفاصيل العملية
استعمال الدباسات الجراحية بدلا من قطع العصب بالكى الجراحى يقلل الاعراض الجانبية كما انها تحمل الفرض النظرى لإمكانية إرجاع العصب كما كان قبل العملية (لم يسبق ان طلب احد اعادة العملية فى مرضانا ولكنه فرض نظرى حيث ان العصب لا يقطع وازالة الدبابيس علميا يعيد النشاط فى العصب السمبساوى فى 20-30%)
فترة البقاء فى المستشفى هى يوم واحد (حالة نهارية 4 ساعات فى الغالب بعد العملية) ويمكن الرجوع للأنشطة الطبيعية فى خلال عدة ايام (بعض المرضى عادوا الى العمل بعد يومين فقط وهذا يختلف من مريض لأخر) ويمكن ركوب الطائرة بعد 2-3 ايام . بالنسبة المرضى الذين يقضون عطلة فى مصر المشى اى مسافة مسموح به وكذلك الرياضة البسيطة اما الرياضة العنيفة والسباحة والغطس فيفضل بعد اسبوعين - و يمكنك الاستمتاع بعطلة سعيدة فى مصر وزيارة المعالم السياحية.
وتجرى من خلال 2 جرح كل منهما 1 سم فى الطول تحت الابط فى مكان مختفى تماما ومدة التخدير ما بين 40 دقيقة وساعة للناحيتين (العلاج فى الواقع هو عمليتين فى نفس التخدير تجرى الناحية اليمنى اولا ثم اليسرى) والخروج فى نفس اليوم بعد اربعة ساعات من اجراء الجراحة ويتناول المريض طعامه ويمشى بسهولة بعد الافاقة مباشرة
.بعض المرضى يشتكوا من الم فى مكان العملية او فى منطقة الظهر لكنه يختفى سريعا مع المسكنات التى تعطى لهم عن طريق الف
___________________________
الأعراض الجانبية والغير مرغوب فيها
اهم عرض هو زيادة العرق التعويضية حول المعدة والجزع وتحدث فى بعض الحالات وتتحسن مع الوقت وفقط نسبة قليلة من المرضى يعتقدوا انها تضايقهم او .تزعجهم وعلى العموم معظم حالات زيادة العرق التعويضية تختفى مع الوق.
ايضا متلازمة هورنر Horner Syndrome
ولا تحدث فى جراحة العرق ولكنها تحدث احيانا فى حالة حمرة الخجل (ونادرا مع اسلوب التدبيس) حيث ان تدبيس العقدة الثانية اكثر قربا للعقدة الاولى المسئولة عن .جفن العين وهى تتكون من سقوط طفيف فى وضع الجفن العلوى للعين مع ضيق فى حدقة العين بدون تأثير على الإبصار ويكون مؤقت فى معظم الاحوال
