الايروتوفوبيا

او الخوف من احمرار الوجه

 

 


إلى كل من ارتجف قلبه من الناس والجمهرة , إلى كل من خانه ظنه وبعثره , إلى كل من ارتعشت يداه رهاباً من الناس وامتلكه الوسواس, وركن نفسه بزاوية البيت خجلاً وخوفاً من مواجهة بشراً خلقوا من طين لازب لا يضرون ولا ينفعون إلا بما قد كتبه الله لك أو عليك, إلى كل من خاف من احمرار وجهه أمام الناس وتلعثم لسانه رهبة للقول بما يريد وبما يحب , إلى كل من حار ودار , ولا يعلم متى القرار, إليك أيها الخائف المتحدث مع نفسك , إليك يا من تظن أنك مريضاً نفسياً وأنت لست بذلك , إليك أيها المتردد , يا من تتهم نفسك بفقدان الثقة بالنفس وأن تملك العكس, يا من تعشق أن تخرج للحياة وأن تولد من جديد لترى الحقيقة والطبيعة , أبشر فقد وجد الحل, كم هو بسيط , كم هو سريع لا يحتاج إلى جلسات ودورات أو أقراص ومهدئات , اعرف أعراضك تماماً وراقب نفسك جيداً وشخص حالتك بكل بدقة وابدأ خطواتك وانطلق للعلاج بشجاعة, غير تفكيرك نحو الحرية والاستقلالية والشعور بالراحة , اجعل تفكيرك بحالتك تساوي صفراُ, حقق أحلامك, ابني مستقبلك وخالط الناس بخلق حسن وابتسم وحلق في الحياة , اشعر بلذة النجاح وتلذذ بالنوم, واطرد القلق والاكتئاب والوسواس الذي حاك في صدرك وغير لون احمرار وجهك, خفف سرعة دقات قلبك , إهدأ أخي وركز معي قليلاً فهذا ما حدث معي تماماً, وكما يقال "إسأل مجرب ولا تسأل طبيب", فالحمدلله الذي خلق الانسان وكرمه وعلمه وفهمه وجعل لكل شيء سبباً وفي كل خلق له حكمة , فلطالما سألت نفسي لماذا جعل الله بي الشعور بالخجل والإنطواء والتلعثم واحمرار الوجه , ماهذا القلق , ما هذا التوتر, ماهذا وما هذا .... ؟ رغم أني بقرارة نفسي لا أعلم ما هي الاسباب و رغم علمي بمدى إمكانياتي للعيش بين الناس , فأنا متميز بدراستي , متميز بصداقتي للناس وبحبي لهم, وأمتلك من حبهم لي ومن الاحترام والتقدير الشيء الكثير, ومن الالتزام بالمسجد ما قربني من الله عز وجل فأنا أحبه وأحب نبيه صلى الله عليه وسلم, فلماذا هذا الشعور ولماذا أعتزل الناس واستفرد بنفسي وما الذي يدفعني لذلك بشكل لا إرداي , ما هذا الاكتئاب الذي يغمر نفسيتي ويسيطر على عقلي , ما هذا القلق الشديد في النوم, فأنا منذ أربعة عشر سنة لم أعرف طعم النوم الصحي الذي يتحدث عنه الأطباء وعموم الناس, لماذا يسيطر علي السهر والأرق ولا أرى إلا سواد الليل, ماهذا الشعور الذي يزيد سرعة دقات قلبي وكأنها بحلبة سباق, ما الذي يجعل يدي ترتجف حتى تشعرني بأني أحتضر للموت, وما هذا التلون بالوجه وكأنه قناع لا يفارق وجهي على الدوام , وما هذا التلعثم بالكلام, لقد فكرت سنة كاملة مع التردد والخوف والقلق والتوتر باتخاذ قرار صعب للغاية بالنسبة لحالتي في عام 1998م لزيارة طبيب نفسي ولا أعلم كيف قررت بعد مد وجزر مع نفسي طيلة السنة رغم أني والله لا أشعر بأن لدي حالة نفسية لكن لا بد من خطوة جريئة نحو التحسن, وقد تحدثت إليه بصراحة مصحوبة بخوف وقلق وتوتر واحمرار وبخجل وبتلعثم كالعادة وأبلغته بكل ما أشعر به, فحدثني الطبيب عن قلة الثقة بالنفس وقال لي بأن هناك بعض الحالات من الناس تنتقل إليهم بالوراثة ولم أقتنع بالسببين, ثم صرف لي نوع من الدواء واسمه سيبرام, وقد عانيت أكثر من تسع سنوات من هذا الدواء بسبب ارتفاع سعره, على أي حال نعم حسن من حالتي بنسبة لا تتجاوز 20% فقط, ولكني مقتنع تماماً في قرارة نفسي بأني ما زلت بعيداً عن الطبيب الذي يعرف بالتحديد السبب والعلاج, وبعد عدة سنوات نصحني صيدلاني باستخدام السيبرالكس فقال لي مفعوله أقوى من السيبرام من حيث التركيز والمفعول , وكنت أتشبث بأي علاج حتى ولو نصحني به صاحب البقالة, لأني أريد التغيير والتحسن بشكل أفضل من ذلك, وبعدها بدأت البحث وقراءة بعض المنتديات التي تتحدث عن نفس الموضوع وقد وقعت على بعض الأعراض لبعض المتحدثين على شبكة الانترنت وأخذت منها بعض العلاجات على عاتقي الشخصي" لعلمي بأنها طريقة خاطئة لكن – مكرهاً أخاك لا بطل", فأصبحت أتناول الانديرال الذي يخفف سرعة دقات القلب التي تظهر بسبب الخوف من التجمهر وتجمع الناس واستخدمت الإفوكسر 150 مل ثم 75 مل, وصرفت على الأدوية مالا يعلمه إلا الله تعالى .

لقد آمنت بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه " ما أنزل الله من داء إلا وأنزل معه الدواء" أو كما قال صلى الله عليه وسلم, فكلما جلست على شبكة الانترنت بدأت البحث بالمواقع ومحركات البحث عن أي شيء قد يخرجني من هذا الكابوس المزعج الذي خيم على حياتي , حتى هداني الله عز وجل إلى الوصول إلى قصتي مع الاحمرار وقصيدة الاحمرار لأخي وحبيبي عبدالسلام خير الدين من الجزائر الحبيبة, ولم أشعر بالسعادة بقدر ما غمرتني الفرحة عندما انطبقت أحداث قصته تماماً على قصتي فهي مشابه لسيرة حياتي بنسبة 99% وكيف أنه سعى للعلاج وكيف أنه توصل إلى السبب الحقيقي المشترك بيني وبينه, وكيف أن أحواله تغيرت وتبدلت بعد عملية تدبيس العصب السمبثاوي, ثم قمت بأخذ عنوانه الالكتروني وأرسلت له رسالة ورد علي بتشجيعي بإجراء عملية تدبيس العصب السمبثاوي على يد الدكتور الإخصائي حسام فؤاد من جمهورية مصر الحبيبة, وقمت بالاتصال مع الدكتور, وشرحت له ما بي, وبدأت أفكر بالترتيب للعملية وبتكاليفها, حيث وقعت بمأزق عدم توفر مبلغ العملية وتكلفة السفر للقاهرة فبدأت الدعاء لله عز وجل والاستخارة والعزم على جمع المال من هنا وهناك رغم صعوبة الوضع المادي لكني أريد أن ارى الحياة أريد أن أقول للناس ما رأيي بكذا وكذا, أريد أن أنهي دراسة الماجستير بكلية الهندسة فأنا طالب دراسات عليا بهندسة الكمبيوتر, ضغطت على ظروفي لأحقق ما أصبوا إليه, ولأنفض الغبار عن عقلي الذي شابه اختلاط الأفكار والأسباب بالحالة, ولأخفف دقات قلبي المتسارعة, وأنزع قناع الإحمرار وألقي به في غياهب الماضي لأرى المستقبل بعيون جديدة وأستنشق هواء الحياة ونسيم عمري لأشق ابتسامتي بأريحية بين الناس, وأتحدث بجرأة وأقول رأيي لهم بصراحة .

تم ترتيب السفر مع الدكتور الفاضل حسام فؤاد أستاذ الجراحة , وتم حجز وقت لإجراء العملية بمستشفى الزهيري بالمنيل بالقاهرة, جاء الموعد بعد عدة محاولات فاشلة للسفر بسبب بعض الظروف التي مررت بها, لكن ما زالت العزيمة تزداد يوما بعد يوم وساعة بعد ساعة, ولم يتغير القرار الصلب الذي اتخذته بتغيير الوضع النفسي بعد استخارة رب السماوات والارض, وجاء موعد الرحلة والسعادة تغمرني من كل مكان بأني سأولد من جديد في يوم 31-08- 2009م, بدأت أعد الساعة تلو الساعة والدقيقة فالدقيقة, حتى جاءت ساعة العملية, كم أحببتك يا خبير التخدير(د.هيامى زكريا) كم أحببتكم أخواني الممرضين والممرضات الذين غمروني بعطفهم وحبهم لي, تم التخدير وصرت بغيبوبة وأجريت العملية بكل سهولة وييسر ونعومة وكأن شيئاً لم يحدث فقد انتهت عملية تدبيس العصب السمبثاوي وكأنها لمحة عين, وقد أفقت من العملية وأبلغوني أنها قد نجحت وانتهت, فأجهشت بالبكاء الشديد بشكل لا إرادي وأنا أذكر الله وأستغفره وأحمده بصوت مرتفع حتى أن إحدى الممرضات بدأت تبكي معي وتقول سأخرج حتى لا أراه وهو يبكي, فهمو بكاء الولادة الثانية لي في الحياة, ها أنا أعيش فرحة الانسان االذي بدأ حياته من جديد, إسأل نفسك نفس السؤال الذي سألته لنفسي في البداية, وحاول تشخيص حالتك بدقة, واعرف نفسك من أنت ومن تكون واعزم على أن تكون أو لا تكون, وقرر إلقاء الأدوية والكيماويات والمهدئات في سلة المهملات, وكن طبيعياً كغيرك من الناس إن تطابقت أعراضك مع أعراض من أجرى عملية التدبيس للعصب السمبثاوي, ولا تنسى أن الفضل كله لله تعالى واعلم أنك ضعيف وأن الكمال لله وحده ذوالقوة المتين, فلولا أن خلق الله الأمراض لما سعى المريض والطبيب ليبحث عن دواء وعلاج, ولكل شيء سبباً, فالله أمر الإنسان بالسعي والبحث, فانطلق وابدأ واعلم أن الله قد جعل مقالة الأخ عبدالسلام خير الدين من الجزائر جزاه الله كل خير سبباً ليدلني به على العلاج وعلى العملية, وقد تكون هذه المقالة سبباً أخر لك, فإن الحياة جميلة بسننها الربانية, ولا تنسى أن الفضل كله لله, ولا تنسى نصيبك من الدنيا واسعى بعمارة الارض وكن من اهل الخير, فخير الناس أنفعهم للناس, وكما ابتلى الله نبيه أيوب عليه الصلاة والسلام بالمرض, جاءه الفرج بأن أمره الله بالعلاج بأن يغتسل من الماء ليعلم الناس أن لكل شيء سبباً, ولا تنسى بأن الله قادرٌ على أن يشفي الجميع بكن فيكون لكن لا بد من أن تمضي سنة الله في الكون, فابدأ وكن من الشاكرين, " وآخر دعواهم أن الحمدلله رب العالمين", وإليك بعض كلماتي المتواضعة, واعلم أني لست بشاعر

 

يا من يظن السوء في زفراته                       يامن يجنب نفســه الزحمــــات

أبشــــــر فإن الله بالرحمات                       جعل العلاج ميســر الخطــــوات

اقرا وقارن ثم اعزم عنــوة                       وارجــــو الاها كاشــف البلـوة

فحـمرة الوجــــه دمار للفتى                       فاخطـــو لكشـــف الهم بلا متـى

انهض ودبس ذلك العصــــبي                       عقدة السمبثاوي أثارت غضبي

واعلم بأن الخــير بالتـــدبيس                       ولا تخشـــى وســـوسة ابلـــــيس

فحقق موعد الدكتــور حســـام                       تقابله بمستشــــفى الســــــــــلام

وأوصل شوقنا لمـن بالزهيري                      شوقي لهم ولطبيب التخــديــــري

أدعـــو إلهي برؤيتكـــم قريـباً                      لحفــظ الـود بصحبتــكم طويــــــلا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 



 

الاقسام