- دخلت المستشفى وكان ضخما نضيفا وجميلا ....بعض الإجراءات في مكتب الدخول أو الاستقبال... ولحسن الحظ لم تسألني السيدة التي تعمل في مكتب الدخول عن مرضي....لأني لست أعرف كيف سأشرح لها. - ثم أعطوني غرفة رقم 628 في الطابق السادس.....صعدت إليها بالمصعد ....دخلت الغرفة...بها حمام ..تلفاز..خزانة..نافذة كبيرة..مرآة..كأني في فندق...ولم أصدق أني سأجري العملية إطلاقا ....ولم أستطع أن أدخل في رأسي فكرة أني مقبل على عملية جراحية بمنظار الصدر بعد قليل...بدا لي الأمر عاديا ولم أشعر والله بمثقال ذرة من خوف ... وفجأة دخلت علي ممرضتان وقطعتا أفكاري، واحدة تتكلم بلهجة مصرية والأخرى تتكلم الإنجليزية ولم أكن أفهم شيئا في اللغة الإنجليزية . - ثم قامت المصرية بإلقاء وابل من الأسئلة علي...والأخرى تقيس درجة الحرارة ، وضغط الدم...ثم خلع الثياب....ثم خلعوا نضارتي رغما عني...ولم أستطع رؤية الأشياء جيدا بعد هذا....ثم وضعوني في سرير متحرك ركوبه رائع...كأنك في سيارة ألمانية تسير بسرعة 180 كلم في الساعة؟؟؟ - دخلت بعدها غرفة العمليات حيث وجدت الدكتور حسام وطاقمه المساعد...والله لم أشعر بأي خوف ...واقتنعت أني أمام جراح بارع يعرف عمله جيدا.... - ثم تم حقن إبرتين في يدي فدخلت بعدها في نوم عميق لا حلم فيه....ولما أفقت وجدت الأضواء مشتعلة والممرضات من حولي....والآم تملأ صدري....والصداع والدوار بدرجة كبيرة حيث كل الأشياء التي في الغرفة تدور حولي.- ثم بدأت الأمور تستقر بعد حوالي نصف ساعة منذ أفقت من العملية.- أحسست أن شيئا ما تغير في جسمي ....فقد أصبحت يداي جافتين دافئتين...وهذه علامة على نجاح العملية حسب ما قرأت وما أخبرني به الدكتور حسام. - ثم رنّ هاتفي ....مكالمة من أهلي...والغرفة مليئة بالممرضات...تكلمت في الهاتف وكنت أنتظر أن أشعر بحرارة في وجهي واحمراره كعادته إذا تكلمت أمام الناس.......ولكن كانت المفاجأة الكبرى إذ لم أحس لا بحرارة ولا باحمرار في وجهي وأخذت أتكلم بصوت مرتفع وأنظر متحديا إلى وجوه جميع من كان في الغرفة ....لا احمرار ولا حرارة في الوجهإنها أول معجزة بعد حوالي نصف ساعة من نهوضي . - وبقيت هكذا أتحسن تدريجيا.. تدريجيا والدوار يزول والآلام في الصدر بقيت ولكنها بدأت تستقر على درجة ثابتة من الألم يمكن تحملها بسهولة.
- ثم أتى الطبيب مساء إلى غرفتي وخرجت من المستشفى فى نفس يوم العملية. - وعدت إلى غرفتي بالفندق حيث الآلام تصاحبني ، وقد عانيت منها في أول ليلة ، إذ لم أستطع النوم جيدا....ثم في الغد بدأ وضعي يتحسن خاصة لما أخذت الدواء الذي وصفه لي الطبيب وذهبت بعد ذلك وغيرت تذكرة طائرتى بنفسى فى وسط البلد بمفردى حيث طلب من الدكتور حسام بتقديم موعد سفرى من الجمعة 21 ابريل الى الاتنين 17 ابريل حتى لا يفوتنى الكثير من دراستى. - وبعد يومين أصبحت في أحسن حال...وبعد أربعة أيام استطعت أن أركب الحصان ولم يسبب لي هذا أي مشكلة...وبدا العرق واضحا في قدماي أحيانا غزير وأحيانا قليل وأحيانا لاعرق.... -ثم بدأت ألاحظ نتائج العملية شيئا فشيئا في كل مرة أنتظر حرارة في وجهي أو احمرار لا احمرار والله لم يحمر وجهي منذ أفقت من العملية إلى يومي هذا وأنا أكتب في هذه السطور والحمد لله. - وقضيت باقي الأيام أضيع الوقت بين التلفاز والسياحة...حتى يوم عودتي فشكرت الدكتور وودعته.... وعدت إلى بلدي وأنا أفكر في عذر أقدمه لأصدقائي إذا سألوني عن سبب غيابي.... والحمد لله رب العالمين.
هذه باختصار قصتي مع الاحمرار وما أدراك ما الاحمرار ، داء لم يفهمه الأطباء حقا....ومشكل عميق ...ومرض خبيث أكثر صعوبة في نظري من السرطان..... والله لو خيّروني بين الاحمرار وأي مرض مزمن آخر لاخترت الثاني.
-لقد حاولت أن أذكر كل التفاصيل المتعلقة بما عانيته مع الاحمرار....وأرجوا أن تجد هذه الصفحات مكانها في قلوب الذين يعانون والذين عانو من الخوف من الاحمرار.
- كما أرجو من كل الذين انتهوا من الاحمرار والذين مازا لو مترددين وخائفين من العملية أن يكتبوا قصصهم مع المرض ويرسلوها إلى الدكتور حسام....حتى تكون هناك صفحة خاصة مجموع فيها رسائلنا لنخفف عن كل الذين مازالوا يتعذبون من الحمرة والخوف من الاحمرار.
- بالنسبة لي شخصيا لم تأتيني نوبات الاحمرار منذ العملية ....وأنا سعيد جدا وأرجوا الشفاء لكل المرضى.
- كل من له استفسار عن أي شيء أنا مستعد للإجابة عليه، اتصلوا بي على البريد الالكتروني.
- أرجوا أن أكون قد ساهمت في فعل شيء تجاه إخواني الذين يعانون من الخوف من الاحمرار، وأسأل الله لهم الشفاء والسلام عليكم ورحمة الله.
أخوكم عبد السلام خير الدين ......... الجزائر
قصيدة الإحمرار
هي سنوات تعذبت من احمرار بدأني صيفا في موسم الإبحار
أحسست وقتها بخوف شديد في كل سهرة و جلسة وموعظة اعتبار
بمخيم المرسى قدرت بدايته وبمصر سينتهي بإذن الله الغفار
في الثالث ثانوي بدأ نشأته سكن عصبا من بين آلاف الديار
عصب وراء القلب يعين عمله يريحه ويجعله دائما في استقرار
أصبح هذا العصب كابوسا رهيبا أمام التلاميذ يصبح في حالة استنفار
أخاف كثيرا أمام أي جماعة يحمر وجهي بشدة إذا شدت له الأبصار.
تغيرت شخصيتي و غيرت حياتي من الجرأة و الشجاعة الى الخجل و الفرار
يبدو الأمر تافه لكن سل أي مجرب إذ والله منهم من يئس وقام بالإنتحار
لكن الله وحده أشكو له همي وعذابي أشكوا له ما عانيت في الليل و النهار
دخلت الطب رغما عني به ياله من قدر... سبحان مقدر الأقدار
عالجت عند طبيب لم يكن يعرفه كررت دواءه كثيرا و أكثرت التكرار
قال نقص ثقة بالنفس سوف نعيدها ماعليك سوى تناول العقار
حماني الله من العقاقير المسمومة لا شفاء فيها..مهلكة..مليئة بالأضرار
فقدت الثقة بالطبيب والتجئت لربي سبحانه الرحمن الرحيم..الواحد القهار
تقبلني ربي و أهداني دعوة لزيارة بيته و رمضان في الإحتضار
إلى مكة أم الدنيا كانت وجهتي للصلاة..لقراءة القرآن..و الإستغفار
دعوت الله كثيرا..صليت له دعوته من باب الكعبة وقت الأسحار
اللهم اغفر ذنوبي واستر عيوبي اللهم أزل من وجهي هذا الإحمرار
أديت عمرتي ..وسألت ربي وعدت لبلدي تملؤني الفرحة و الإستبشار
أتيت إلى مصر و أنا محتار أبالعملية يزول ذاك الإحمرار
إحمرار عذبني خمس سنوات قهرني وجرحني وجعلني موضع احتقار
أربع ساعات في الطائرة مرت ثقيلة ضقت ذرعا حتى وصلت إلى المطار
نزلت في مطار القاهرة أول مرة أعانني الطبيب إذ أرسل من يقوم بإحضار
-في فندق بالمعادي كانت إقامتي بشقة تطل على النيل أكبر الأنهار
التقيت بالطبيب ليلة وصولي استقبلني بعيادته وأجابني على كل استفسار
قال قد وصلت إلي رغم كل العوائق أوصلك الله إنه قوي جبار
أبشر يا بني علاجك سهل مؤكد بتدبيس السمبًٍٍِساوي سنقضي على الإحمرار
بمستشفى السلام الدولي سنجري العملية أجراء أشعة على الصدر هو أول اختبار
أراحني الطبيب و أزال تساؤلاتي فاستراحت نفسي ليلتها وشعرت بالإستقرار
صوت أعماقي بات ينادي الساعات أسرعي في المرور .....تهاطلي كلأمطار
ضعيني فوق طاولة الجراح بشريني بعد العملية بأسعد الأخبار
في الطابق السادس بالمستشفى كانت غرفتي أنيقة مفروشة رائعة تسر الزوار
دخلت علي ممرضتان بعد دخولي مباشرة قالتا سنسرع في تحضيرك دون انتظار
قياس ضغط الدم ودرجة الحرارة مع خلع الثياب ولبس الإزار
خلعوا نضارتي وهذا ما أزعجني إذ بدونها لا أستطيع تدقيق الأبصار
وضعوني في سرير متنقل ركوبه رائع كقارب سريع يسرع اختراق البحار
وصلت غرفة العمليات بسرعة مذهلة فوق طاولة العمليات تم وضعي في قرار
حقن ابرتين في يدي أذهبتا عقلي أفقت على صوت الممرضات وبريق الأنوار
الغرفة تدور وأنا أدور حول نفسي لم أشعر في حياتي بمثل هذا الدوار
أحسست ببعض الضغط في جسمي ألم في الصدر عند السعال وعند الإنحدار
خرجت بعدها مساء من المستشفى وداعا يا احمرار........وداعا يا احمرار
لا ألم ولا ضغط بعد ذلك الحمد لله الذي هداني للطبيب المختار
لقد كنت في غفلة عن العملية كنت مقيدا و الأن دخلت عالم الأحرار
اللهم يامن رزقت يونس في بطن الحوت يا من نجيت ابراهيم من النار
يا من نصرت موسى و أخاه على فرعون يا من نصرت سيدنا محمد على الكفار
أسألك أن تزيل عن كل المرضى احمرارهم وتعوضهم مكانه الفرح و الإستبشار
إنه من يتق الله و يخلص عبادته ينجه من كل مكروه ومن جميع الأشرار
اللهم بارك في دكتور حسام و أحسن جزاءه فقد أسعد قلبي و أعاد له الحيوية و الإعمار
عبد السلام خير الدين الجزائر
طالب فى السنوات النهائية بكلية الطب
تعذب من مرض حمرة الوجه المفرطة وله رسالة فى القضاء عليه فى العالم العربى